ما الذي حدث وسيحدث في عدن؟!
الثلاثاء, 10 يوليو, 2018 - 03:19 مساءً

ما الذي يحدث بين هادي والإماراتيين؟
نحن حقا لا نعرف بالضبط ما يدور الآن لكن الشيء الذي أستطيع الجزم به أن صالح الجبواني وزير النقل وأحمد الميسري وزير الداخلية يلتزمان التزاما حرفيا بتوجيهات الرئيس وهذا ليس تخمينا، ولذلك فإن تصريح الرجلين حول مطار عدن والسجون هو رسالة من رسائل الرئيس إلى الإماراتيين.

أطلق الإماراتيون خالد بحاح وعيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي يشتمون الشرعية والحكومة فرد عليهم الرئيس هادي بالمثل، لكن السؤال الآن، هل سيتوقف الأمر عند الحرب الباردة أم أننا سنشهد تصعيدا من نوع ما في عدن أشبه بما حدث في يناير 2018 ولكن هذه المرة بوجود الرئيس؟

ثم ما الذي حملته الوزيرة الإماراتية من رسالة مباشرة وغير مباشرة إلى هادي ووزير الداخلية؟
يمكن من متابعة أخبار الوكالة الرسمية الحكومية القول إن الوزيرة الإماراتية لم تحمل رسالة إيجابية مما اضطر الحكومة للرد على الزيارة وما حملته عبر نشر أخبار تفيد بأن جواب الحكومة والرئيس على الزيارة هو بتنفيذ ما اتفق عليه في أبو ظبي وإغلاق السجون وتسليمها للقضاء والنيابة وحل الإشكاليات العالقة.

ولو كانت الأمور بين هادي وأبو ظبي على ما يرام فلم يكن يحتاج وزير الداخلية الميسري وهو الرجل المخول بالاتفاق مع الإماراتيين حول ملفات بينه الملف الأمني ليخرج بهذا التصريح المباشر عبر الوكالة الرسمية.

الحقيقة أن السماح للرئيس بزيارة عدن ولقائه قبل ذلك محمد بن زايد في جلسة مجاملات عادية بأبوظبي وتصريحات نائب وزير الداخلية ناصر لخشع حول عدم وجود سجون سرية والرسالتين اللتين بعثتهما الإمارات إلى مجلس الأمن حول التزامها الإنساني تجاه اليمن خلال الأسبوعين الماضيين كانت جزءا من حملة دعاية رافقت جولة لجنة العقوبات الدولية التي تحدثت في تقريرها السابق عن السجون وإضعاف الرئيس، واختتمت الحملة الدعائية بزيارة الوزيرة الإماراتية الى عدن للقاء هادي وبعض المسؤولين.

كل هذا حدث واللجنة الأممية في عدن في محاولة لإعطاء شكل جديد للتقرير المنتظر أن تقدمه اللجنة الأممية التي التقت هادي والمسؤولين الحكوميين وبعضهم مثل ناصر لخشع قال للجنة أنه لا يوجد سجون سرية، ولا يعرف ماذا قال المسؤولون الحكوميون للجنة لكني أتوقع أن يكون البعض منهم قد دلس عليها وقدم لها معلومات مغلوطة. إذ أن الصور الجميلة للسجون النظيفة التي زارها بن لخشع بالتأكيد زارتها لجنة العقوبات في عدن للقول إن كل ما قيل غير صحيح.

انتهت مهمة هادي إذن في عدن وعليه أن يغادر بعد أن أثبت عكس ما تقوله التقارير الأممية أنه قادر على دخول عدن ولا أحد يمنعه وبعد أن رأى المراقبون الأمميون ذلك.

اتفق الإماراتيون والسعوديون مع هادي على البقاء في عدن أسبوعا أو أكثر قليلا بحسب أربعة مصادر موثوقة، وبعد انتهاء المهلة بدأت الاتصالات السعودية والإماراتية له بطلب العودة تحت مبررات كثيرة بينها أمنه الشخصي وتنفيذ الاتفاق.

أيام قليلة بعد انتهاء المهلة خرج بحاح في مقابلة على قناة الحرة يشتم الشرعية وعاد عيدروس إلى عدن ومنها أجرى مقابلة وعقد اجتماعا يطالب فيه بحل الحكومة!

بحسب المصادر ذاتها فإن عودة الرئيس للرياض قد تتم في هذا الوقت وقد لا تتم مما يعني أنه قد يؤجلها وهذا مؤلم للإماراتيين إذا ما أصر الرئيس على الاستمرار ولو شهرين أو ثلاثة لأن الإماراتيين يعلمون أن بقاء هادي في عدن سيؤثر على حلفائهم وحتى على الدعاية التي يستخدمونها ضده بأنه رئيس حكومة الفنادق وبالمناسبة فهذا الوصف لا يطلقه فقط عيدروس وبحاح وإنما ورد على لسان مسؤولين إماراتيين.

يشبه الوضع إذا قدر الرئيس على الاستمرار في عدن وعدم الاستجابة لضغوط الخروج ومبرراتها الكثيرة ما قبل انقلاب صنعاء.

سيحاول الإماراتيون فعل شيء تجاه الرئيس لكن كل الأحداث ليست لصالحهم وكل المؤشرات تدل على أن بقاء الرئيس هو الخيار الأفضل فبعد أربع سنين من التشرد اليمني والنزيف المستمر لم يعد بالإمكان سوى الحديث عن الوطن من الداخل ومواجهة الحقائق والواقع لا الهروب بعيدا وتحمل كل النتائج أيا كانت.

التعليقات