المتفق عليه أنه في مرحلة بناء الدولة أنت محتاج الى إعادة اعتبار للهوية، لترميم الإنكسار وإعادة الإعتبار للذات الوطنية، وهذا ما نحتاجه في اليمن خصوصا مع كم التشوه والإنكسار الذي حل بالشخصية اليمنية والهوية الوطنية.
وماهو محل اتفاق أيضا أن إعادة الإعتبار للهوية يخلق روح التحدي في المجتمع وهذا ما تحتاجه اَي دولة في مرحلة البناء والأمثلة على ذلك كثير، ثم بعد ذلك يتم إرساء المواطنة المتساوية وحمايتها بالقوانين وهي أي المواطنة المتساوية مقرونة بالديمقراطية والقوانين كأدوات حاكمة وحامية لها.
ما أقصده أن لا خلاف ولا تنافر بين بناء الهوية والمواطنة، بل الأخيرة هي نتاج الأولى.
الموضوع هو الترتيب الزمني بحسب مقتضيات المرحلة، وبالتالي فإن إعادة الهوية والإعتزاز بها ثم المواطنة ودولة القانون يعقب ذلك في مرحلة الإستقرار.
عموما بناء الدول أمر مقعد ومليء بالمخاطر ومراحل لا بد من المرور عليها وسياقات تاريخية لابد من معايشتها، و لا تستطيع القفز على مرحلة الى أخرى، فحتى الديمقراطية نفسها هي مرحلة ما بعد بناء الدولة كمؤسسات ضامنة وحامية، ولا يوجد أي نموذج بالعالم لبناء الدولة بداء بالديمقراطية من المرحلة الأولى، بل يبدأ بمشروع يحمله.
أما "المستبد العادل "كما يطلق عليه وهذا خطير وغير مضمون النجاح لأن المشروع يكون مقرون بذاك الزعيم، وبصفات خاصة متوافرة فيه، وبالتالي فإن المشروع هناك يكون معرض للانتهاء بإنتهاء هذا الزعيم، كما حصل في مصر مع عبد الناصر أو مع الحمدي في اليمن، الذين قتلا ومشروعيهما، أو بالحالة الثانية بتوافق سياسي والتفاف شعبي وهذا نادرا ما يتحقق هذا الأمر المرتبط أيضا بإشكالات وانتقالات أخرى من اللا ّدولة الى الدولة كما في الحالة اليمنية، ومن الاستبداد الى الديمقراطية كما في الحالة التونسية.