هل هذه حربنا ؟!
الجمعة, 22 يونيو, 2018 - 02:54 مساءً

بعد أربع سنوات من القتال والمعارك والموت والدمار والثمن المتعاظم الذي دفعه اليمن إنسانا وشعبا ودولة وأرضا يحق لنا أن نتساءل هل هذه الحرب حربنا؟!

بكامل أهليتي أجيب:

هذه ليست الحرب التي اختارها اليمنييون عنوانا لعودة دولتهم من أيدي الإنقلابيين الحوثيين وشريكهم صالح الذين أسقطوا الدولة في 2014م .

وأنا أشاهد نشاط وزير شؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وهو يتحدث باسم العملية العسكرية في الحديدة ويتحدث باسم السلم والحرب ويقرر مصير الحرب والسياسة في الحديدة ويأمر وينهى ويتصل بالسياسيين الغربيين في غياب وتغييب الرئيس هادي ووزير خارجيته والقادة العسكريين أقول بكل تأكيد.

هذه ليست حربنا !

حتى عندما أعلن عن تطهير المطار والسيطرة عليه كما قالوا ظهر عبدالسلام الشحي القائد الإماراتي في الساحل الغربي ليقول ذلك وبالمناسبة فهذا الرجل ورد اسمه في تقارير الأمم المتحدة باعتباره منتهكا لحقوق الإنسان في الساحل الغربي.

وللخروج من سؤال الوهم هل نحن مع الحوثي أم ضده ،دعونا نتفق أولا بأننا جميعا كيمنيين نريد طرد الإنقلابيين والحوثيين الذين انقلبوا على الدولة وهذا هدف لا يختلف فيه من أمن بالدولة والمواطنة.

لكن هل مايقودنا إليه السعوديون والإماراتيون هو البديل المقاوم لهذا الإنقلاب؟

أم أنه تكريس لاحتلال يهدف لبناء يمن جديد بعقلية محمد بن سلمان ومحمد بن زايد اللذان اختارا طريق مناهضة أحلام الشعوب في الوصول إلى الديمقراطية وتكريسه في اليمن وغيره.

بالعودة مرة أخرى لمراجعة ماضي عاصفة الحزم يمكن القول أنه ماض لا يشبهنا ولا يشبه اليمن الجمهوري الثوري وإنما أريد له أن يشبه ممالك الخليج المستبدة.

في نهاية عام 2016 وصل وفد الحوثيين إلى الرياض، وبعدها قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: الحوثيون جيراننا ثم ذهب الحوثيون إلى الكويت والتقوا بأميرها وبسفراء مجلس التعاون الخليجي واتفقت السعودية والإمارات بعيدا عن هادي وبتنسيق مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي آنذاك على خارطة جديدة تستبعد هادي وتأتي بخالد بحاح قبل أن يطيح هادي بالخطة المشبوهة كلها.

ماأريد قوله بأن السعوديين لم يكونوا يوما جيرانا أمناء ولم يكن يهمهم تاريخيا هوية اليمنيين وذاتهم أو مشروع دولتهم ولذلك غير مهم بالنسبة لهم شكل الدولة اليمنية أو هويتها لأنهم بالأساس منذ ثور سبتمبر 62 م حتى ثورة2011 ضد كل مايضمن لليمنيين استقلالهم وسيادتهم وحريتهم.

هذا كلام لايشبه الكلام الذي يزايد به أمراء الحرب الحوثيين فهم السبب في الكارثة من بدايتها وعليهم أن يصمتوا.

ولكنه حديث الذات اليمنية التي ظلت على الدوام ترفض فكرة أن اليمن حديقة السعودية الخلفية وهي ترفضها اليوم وكل يوم وهذا الرفض للمشروع السعودي ليس وليد حرب الأربع سنوات الأخيرة ولكنه حديث التاريخ حيث اليمني لا يثق بالسعودية بتاتا ولا توجهاتها.

دعونا من التاريخ ولكنه ضرورة للسؤال حول الآن.

كيف يمكن القول أن أبوظبي والرياض اللتان تقودان حربنا الآن تدركان تماما مسألة السيادة والاستقلال والهوية اليمنية؟

ثم كيف يمكن أن يكون اليمنييون وقودا لحرب لا تقودها الدولة.

أصبت بالذهول وأنا أشاهد الحشد الكبير من الألوية التي تشارك في معركة الحديدة وتعد بعشرات الآلاف جزء منهم من السلفيين وجزء منهم من فصائل جنوبية أخرى وجزء منهم من نظام صالح الذين يقودهم طارق صالح.

ومعظم هؤلاء أو غالبيتهم لايعترفون بشرعية الرئيس هادي ويتلقون أوامرهم من القادة الإماراتيين في الميدان أو من غرف العمليات في أبوظبي لا من قائد عسكري يمني.

إذن بملء الفم هذه الحرب ليست حربنا إنها حرب محمد بن زايد وحتى السعوديون لايعرفون ما النهاية؟

اليمن ليست بحرا مباحا لأحلام الإمبراطورية الإماراتية المزعومة فإما أن تكون الحرب يمنية خالصة هوية وذاتا وقيادة وإما هي فهي شكل من إشكال سلب الهوية والذات اليمنية.

ثم أليس عدن بمثل قريب وقد سلمت بعد التحرير إلى غير أهلها وإلى ميليشيات وفصائل يأمرها محمد بن زايد.

نحن نريد كنس الإنقلاب الحوثي هذا مؤكد اليوم وليس غدا !

لكن هل مقابل ذلك أن تسلب السيادة اليمنية وتجوب اليوم الطائرات والبارجات والمدرعات وتشكل الجيوش خارج إرادة الدولة اليمنية.

هل يرضى أي يمني اليوم أن يستلم الإماراتيون الحديدة ويحولونها إلى سجون وميليشيات ويحدثون فيها من الإنتهاكات المروعة كما حدث في حضرموت وعدن ومدن الجنوب.؟

قبل البحث عن أي انتصار علينا أن نسأل لمصلحة من تخاض هذه الحرب ؟

هي إما لمصلحة أبو ظبي والرياض أو لمصلحة الحوثيين الذين يريدون أن يقولوا للعالم أنهم قوة لا يستهان بها.

إن المليشيات والتشكيلات المسلحة التي تعمل خارج الدولة بالأجر لايمكن أن تحرز نصرا وطنيا فهي بالكاد وسيلة لتحقيق غاية الغزاة الجدد.

أما حرب اليمنيين الحقيقية فهي تلك التي تحقق هدفهم الأخير في استعادة الدولة والهوية اليمنية الجمهورية.

اليمن ليست حديقة خلفية لأحد وهذه ليست حرب اليمنيين.

واليمني لايلدغ من جحر مرتين وليست عدن ولا سقطرى عنا ببعيدة!
 

التعليقات