الأعاصير والعواصف يتم رصدها بواسطة أجهزة رصد حديثة قبل أيام من وصولها لليابسة. حيث يفترض أن تكون هناك إجراءات حكومية لمواجهة المنخفض المداري الذي وصل سقطرى بعد تحوله الى عاصفة مسببا العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات ولاتزال الأرقام مرشحة للزيادة.
في مثل هذه المواقف العصيبة يظهر دور الحكومات المسئولة في الحفاظ على الأرواح وسد الفراغ دون الاكتفاء بإطلاق الدعوات والامنيات بقضاء أوقات طيبة في كنف الأعاصير والعواصف.
حان الوقت لوضع آلية رسمية لمواجهة مخاطر العواصف والتقلبات المناخية وتحديدا في جزيرة سقطرى والمحافظات الجنوبية والشرقية المطلة على بحر العرب وترك حالة التراخي في التعامل مع مثل هذه الحالات والاعتماد فقط على الإمكانيات المتواضعة للأهالي، والجهات الإدارية في هذه المحافظات.
هناك كوارث طبيعية مثل الأعاصير والعواصف تستوجب حشد إمكانيات حكومية بأكملها لمواجهة الكوارث ومايحدث في سقطرى يؤكد حالة السلبية في تحقيق ردة الفعل المتناسبة مع حجم الكارثة.
أراقب الفرق بين استعدادات مواجهة ماكونو في سلطنة عمان الحبيبة وفي بلدي اليمن وأشعر بالفرق الشاسع. لايزال الإنسان اليمني خارج دائرة الاهتمام الرسمي ولن تستقيم لأي جهة تنفيذية ظروف مثالية لكسب قناعات الناس وتأييدها على الأرض بدون الحفاظ على حياة الإنسان من المخاطر المحيطة به.
النافذة الوحيدة التي نطل فيها على تداعيات أحداث ماكونو في سقطرى هي صفحة الوزير المثابر فهد كفاين في حين تغيب المنابر الحكومية الرسمية عن مواكبة الحدث على أهميته.وتأثيره وهذا يكشف رداءة إضافية في التعامل مع حالات الطوارئ بمسئولية وطنية من قبل الجهات الرسمية.
صحيح أننا في وضع استثنائي كبلد لكن هذا لايبرر التخلي عن الدور الحكومي في مواجهة الكوارث الطبيعية.
علاوة على ما رافق أرخبيل سقطرى من شد وجذب سياسي في الآونة الأخيرة، كان يفترض معه ألا يغيب الدور الرسمي في تحقيق الحضور الحكومي الفاعل لجزيرة باتت تغرق في المزايدات والخذلان والاعاصير أيضا.
حما الله أهلنا وأحبتنا في اليمن و عمان من مخاطر العواصف والكوارث الطبيعية.