1-بنت يمنية عربية مسلمة، استطاعت، على صغر سنها، أن تحتل موقعا في مجلس شوري (حزب) التجمع اليمني للإصلاح، نفس موقع كل من عبد الله الأحمر والزنداني على الاقل، ممن المرأةِ بالنسبة لهم عورة. ولقد احتلت هذا الموقع على اساسٍ من نشاطها المدني، السلمي والديمقراطي: رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، حيوية ثورية تابعناها كلنا في السنوات السابقة على اندلاع ثورة فبراير، وصولا إلى منحها جائزة نوبل كقائدة لثورة مدنية سلمية ديمقراطية.
2- تألقت، في سنوات جمر الثورة الميدانية، كقائد لهذه الثورة ولكن، انتبهوا! من موقعها وهذا صحيحا لكن، وانتبهوا ايضا! بمنطقٍ متماسكٍ ينتمي للثورة اولا (ضد الثروة بمعناها الرمزي اولا) وينتمي ثانيا للعصر، لكل ما هو على النقيض من كل ما هو تقليدي (كبنية) علما بان الدين كان نسيج تلكم البنية.
*
في ثمة حوار تابعته مع علي صالح في التلفزيون، كان باديا للعيان بصفته حوارا مباشرا على الهواء، كرر المذيع كلمة نظام سابق ورئيس سابق كما كانت متداولة في حينه، وبإفراط، فرد عليه على صالح بحدة نظام سابق (ايش) كلهم نظام سابق (ما فيش) غير توكل كرمان (ما هيش) نظام سابق.. من وجهة نظري هذا تثمين لهذه الشخصية لا يقل اهمية عن منحها جائزة نوبل. شهادة من خصمها اللدود، دعكم من دورها السابق، أو من انخراطها الفعال في الثورة أو من فعاليتها المستمرة كيمنية اصيلة وكقيمة (تاريخية واخلاقية) خليقة بأن تُحترم من قبل حتى عدوها.
توكل كرمان ليست سياسية ولم تعد كذلك، لنقل هي سياسية لا سلطوية، ولقد رفضت بحزم كل عروض السلطة التي قُدمت لها والتي لا تزال تقدم لها مكتفية، بانحيازها لضميرها ولحق امتها اليمنية في الحياة.
تلكم البنت اليمنية تعرضت ولا تزال عرضة لأقذر حملات التكفير السياسي والأخلاقي والقيّمي، لم يسلم منها حتى عرضها وشرفها، وعلى الرغم من ذلك هي مستمرة في كفاحها من اجل امتها اليمنية ومن اجل الانسانية والسلام.
هكذا قيمة وهكذا شخصية، يجب السهر على حمايتها وعلى صيانتها لليمن وللانسانية، وللحياة.
ما الذي تبقى على اليمن أن تحرص عليه أن لم يكن ما تبقى لها، هذه الامة، من (اشلاء) ضمير ارى بان توكل مؤهلة لأن تشكل بؤرة تكثفه ورافعة استواءه كضميرٍ سوي ومتعافٍ لأمة قيد الأضمحلال، بل لأمة قيد التصفية كخردة في سوق البلدان والأمم والهويات العالمي.
* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك