في الظاهر المعلن كل الأحزاب السياسية اليمنية والنخب من الشمال والجنوب ضد الحوثي، لكن الخلافات في ما بينها لم تجعل لهذا الاتفاق على «العدو» قيمة فعلية، رغم تغوله ووحشيته خلال السنوات الماضية مع ارتباطه الصريح بإيران على حساب عروبة اليمن وسيادته وتهديده الاستقرار في المنطقة.
الجنوبيون لديهم مشاكل وخلافات مع الشماليين وفي داخل كل طرف ركام من الخلافات والتوجسات وعدم الثقة، ولهذا أسباب يمكن تفهمها وتجب معالجتها أو تبريدها بسرعة ومسؤولية خاصة من السياسيين اليمنيين أنفسهم. وأعتقد أن على التحالف العربي العمل الجاد على بناء الثقة بين الخصماء السياسيين في اليمن لتوحيد الصف ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية، ولتكن قاعدة الثقة هي عدم التعامل مع إيران أو العلاقة المشبوهة بها أو بعملاء لها من أي لون كانوا، ومن هذه القاعدة ولتحقيق هدفها يمكن بعدها طرح التوجسات.
ولا بد لكل طرف من تقديم تنازلات، وإذا كان لبعض الجنوبيين بعد تاريخ من الوحدة وملابساتها تطلّع إلى تقرير المصير فمن حقهم ذلك لكن هذا يأتي بعد اجتثاث الحوثي عسكرياً وسياسياً... إن القبول بالحوثي حتى كحزب سياسي خطر كبير على اليمن وجيرانه، وفي مقدمهم السعودية، لأن تاريخ الجماعات الطائفية التي زرعتها إيران يخبر عن جوهر وسبب إنشائها.
من الواضح خلال السنوات الماضية، برغم ما حل باليمن من الحوثي وصالح، وحتى بعد حادثة إعدام الأخير، أن لا احتمال لتوحد القوى السياسية في اليمن حتى تحت لواء الشرعية الضعيفة، ولا يبدو في المستقبل المنظور أي تغير ملموس، وهذا ليس من مصلحة اليمن العربي ولا مصلحة دول التحالف العربي.
*الحياة اللندنية