ما تقوم به إمارة الدمار (أبوظبي) برضى سعودي في المنطقة من سياسات التشظي بين مكونات الشعب الواحد و شعوب المنطقة يأتي تلبية لأطماع مخابرات عالمية، لتتمكن من السيطرة على المنطقة لتصبح شرطي اللوبيات فيها، وتحل محل مكانة الدول القوية والتي لها تاريخ حضاري، وإرث ثقافي عريق.
وبسبب التخبط في السياسة السعودية والنظام المصري المتهالك تمكنت الإمارات من السيطرة فعليا على الدور الذي من المفترض أن تلعبه مصر والعربية السعودية ولكن في مشاريع مضادة لمشاريع امارة ابوظبي التخريبية التدميرية في منطقتنا.
لقد تمكنت الإمارات من تنفيذ مشروعات تخريبية ولكن ببصمات مصرية سعودية إن لم تكون بتدخلات مباشرة في القرار السعودي و المصري (أزمة قطر مثلا)، ليتضح للجميع أن سياسة الإمارات كطفل يداعب قنبلة موقوتة لا يعلم ما الذي بين يديه ولا يعلم أنها بمجرد أن تنفجر سينتهي معها على الفور.
تسعى امارة ابوظبي جاهدة لإغراق المملكة العربية السعودية في أزمات مصطنعة ازمة تلو الأخرى هي في غنى عنها، ولا سيما الأزمة الأخيرة بين أفراد الأسرة الحاكمة التي تجلت للعيان لأول مرة في تاريخ المملكة لتفتيتها من الداخل، والأزمة الحاصلة بين قطر وبعض دول الخليج لضرب أخر كيان عربي وإسلامي موحد، وكم وكم من أزمات من سوريا إلى اليمن وآخرها في لبنان، كل ذلك لأغراض في نفس بن زايد والسيسي رجلا إسرائيل في المنطقة لينضم إليهم مؤخرا بن سلمان.
ففي اليمن وعلى عكس ما جاء من أجله التحالف اصبحت إمارة ابوظبي تسيطر على كل موقع سيادي في اليمن من ميناء ومطار و أبار نفط وغاز، بل إنها أصبحت تمنع رمز الشرعية رئيس الجمهورية من العودة الى عدن، وأصبحت تحارب كل ما هو شرعي، وأنشأت مليشيات خارج سلطة الدولة الشرعية، لا فرق بينها وبين مليشيات الحوثي، وتشاركها في ذلك السعودية، في غض الطرف عن تصرفاتها و احتجاز الرئيس الشرعي ليس لأي سبب من الأسباب، ولكن تلبية لرغبات إمارة الدمار (ابوظبي)، بل اصبحت تستهدف مواقع الجيش الوطني بدعوى أخطاء مزعومة وأعذار واهيه.
لقد أصبحت السعودية ومعها دول ما يسمى بالتحالف عند عامة الشعب اليمني مبغوضة، بينما ظن الشعب يوما ما أن الجارة والشقيقة والأخت الكبرى السعودية انها أتت لإنقاذه من مليشيات طائفية لطالما حلم بالخلاص منها، مليشيات حلمها الوصول إلى مدينة رسول الله وقبلة المسلمين.
لقد ظننا خيرا بمجيء التحالف إيمانا منا بأنهم أفاقوا من سباتهم، و وادركوا بأن الخطر يداهمنا جميعا، لكن يبدو أن ظننا للأسف كان في غير موقعه، فالمملكة باتت سبات في ظل ما تفعله الإمارات من مشاريع و تصرفات، ليست ببعيده عن تلك التي مارستها وتمارسها مليشيات الحوثي ، وخلافا لما جاء التحالف من أجله، حتى اصبحت لدينا قناعة تامة بأن أفعال وتصرفات التحالف تتمثل في مثل يمني مشهور (الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي)، وأكد هذا بن سلمان في إحدى مقابلاته عندما قال أن إطالة الحرب في اليمن هي لصالح المملكة غير آبه لدماء اليمنين ولا أوضاعهم.
لقد اصبح التحالف يتجاهل بل يتعمد التجاهل للأوضاع التي يمر بها عامة الشعب اليمني من فقر وجوع، وأمراض انهكتهم، وفتك بأجسادهم، وجهل ينخر في عقول أطفالهم وشبابهم.
عجبا لأمر هؤلاء !! يحاربوننا في لقمة عيشنا التي قسمها الله لكل عبد من عباده، نخاف أن يبدل الله عليكم نعمه كما فعل بأقوام سابقين.
أبمثل هؤلاء نستعين؟ أم أتوا ليزيدو الطين بلة!!
لنختار الصديق من العدو ، ونميز الطيب من الخبيث.
من يظن بأن الإمارات ومعها السعودية في ظل التطورات في المنطقة والعالم جاءت لإنقاذنا كيمنيين فهو واهم، هاتان الدولتان في ظل حكم بن سلمان وبن زايد كشرتا عن أنيابهما وكشفتا القناع لنرى الحقيقة بكل وضوح.