استقر الوفد الحكومي برئاسة الأستاذ عبد العزيز جباري في تعز أكثر مماكان متوقعا أو متاحا كان الوقت المفترض قصيرا وخاطفا في مهمة فدائية لزيارة مدينة الموت والأشباح كما هي الصورة المصنوعة عن تعز بالخارج والتي نسجها بعض إعلامي تعز في وسائل التواصل الاجتماعي للأسف ، كان الوزير جباري قد تحدث عن هذه الحالة الانتحارية المتمثلة في ز يارة تعز وكيف طاردته النصائح الحريصة( بأن اخر ج إني لك من الناصحين ).
الآن تجاوزنا الأسبوع والفريق الحكومي مخيم بتعز كوفد حكومي يمثل الدولة حيث يلتقي بالسلطة والأحزاب والمكاتب التنفيذية وممثلي الشباب والنقابات ويزور قيادة المحور والشرطة ويتجول في الشارع ويتحدث مع بائع البطاط ويصافح المارة ويختتمها بزيارة للآثار والصلاة في أشهر مساجدها عائدا الى مقره في شارع جمال حيث مقر المحافظة ليمارس نشاطه بهمة وأمل دون أن يخفي إعجابه واندهاشه لحالة تعز الاستثنائية التي يجمعها مقاومة الانقلاب وتمسكها بالدولة الجمهورية كخيار وجودي لتعبر تعز بهذا عن تجذر المشروع الوطني ونواته الذي يتمدد من تعز كشريان حياة .
الصورة المأخوذة عن تعز بأنها مدينة منقسمة مشتتة أهلها لا يتفقون على شئ يأتي هذا في وقت تتحد فيها تعز ما لم تتحد من قبل . فلو حسبنا المحافظة بعمقها وجيشها الذي تكون من رحم المقاومة وحاضنتها واحزابها المدنية فسنجدها جبهة واحدة متفقة على حضور الدولة ومو اجهة الانقلاب تروح وتذهب لكنها متعلقة بهذين الهدفين الذي يحفظ حاضر المحافظة ومستقبلها.
ولو أن مدينة تعرضت لما تتعرض لها تعز من حصار وتطويق وإهمال وتحريض وتشويش من القريب والبعيد لما وجدنا شيئا اسمه تعز وهو أمر يستحق التأمل والإعجاب ويجب أن تبنى عليها خطط الحكومة .
مسالة غياب الدولة شأن حكومي محض ولا دخل لأبناء تعز فيه سواء اتفقو ا او اختلفوا بل وفي كل ما هم فيه فهم من حافظ على روح الدولة وقاعدتها ويستجلبونها صباح مساء وسيجد أي مسئول او جهة حكومية يرسخ الدولة والموسسات مرحبا فيه وو احدا منهم وهنا تكمن مسولية الحكومة في الحضور ودعم الموسسات وفي البداية الجيش والأمن .
هناك نقطة ضعف في أبناء تعز وهي المماحكات الإعلامية التي يديرها بالعادة فارغون بعيدون عن الواقع لكنها تعكس فشلا سياسيا لدى النخبة السياسية في إدارة الشأن العام وعدم استكمال الحلقة الأخيرة من النشاط والاتفاقات والإنجازات السياسية .
تعز لديها عقدة في ضبط الحلقة الأخيرة حيث يبدأ الجميع وهم المتفقون جوهريا كل واحد (يعرج لشوكة باكر ) لتبدأ الثقة بالارتباك والتشويش فلاهي منعدمة ولا موجودة لتتحول الحالة إلى أشبه بمرض (الصرع) لشخص سليم يؤدي وظائفه الأساسية بنجاح ماعدا الحلقة الاخيرة التي تتعلق بالمكاسب الوهمية والمسئوليات ليرتفع الضجيج بدلا عن البحث بهدوء ومسئولية عن تسوية الحلقة الأخيرة بالشكل الذي يليق مع انهم ينظروا فيه ويشبعوه تنظيرا .
هم متفقون لكن يختلفون عن من يمسك الرداء ويضع الحجرة الأولى ويتصور امام الناس . هذه كارثة لأنها قد تكون بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير وتكسر ظهر الأسد ومن العيب ان اسدا يواجه الاهوال ثم تكسره قشة ليسهل بعدها التدحرج الى دائرة مناهضة الدولة بعلم او بدون بمافيها من مخاطر فتح النوافذ للنشاط المناقض للدولة والاستيناس بجماعات الفوضى والسقوط في قاع الهاوية .
بكل أسف نحن متفقون وكبار لكننا محتاجون الى (عاقل) وكبير وهنا لن أزيد؟؟ سوى أننا نريد أن تكون الحكومة والدولة عاقلنا والدستور والقانون مرجعيتنا ولا أدري هل نحتاج ايضا الى مقري ومهجي يهجينا ( ألف لا شيء له وبا نقطة من أسفل ) .
ومع هذه فهي عقدة ليست مستعصية بل هي نتيجة تراكم لثقافة (الرعوي) عبر الحقب الماضية وستتلاشى عندما ننجح في تأسيس دولة المواطنة والقانون والتحدي هو تجاوز عقدة الحلقة الاخيرة التي تحتاج الى رجال دولة لايغرقون في الصغائر.
الأن الوفد الحكومي يستمد قوته من عنوان الدولة وروحها في تعز عليه أن يقوم بهذا الدور كي يؤدي الأمانة ويحافظ على قاعدة المشروع الوطني . الدولة بحاجة الى حضور وفي هذا الظرف لن تكون دولة وهي تعين محافظ وتتركه مكشوف الظهر ليتحول الى متسول أمام الأبواب باسم تعز من اجل المطالبة بأبسط الحقوق للمواطن. منشغلا بقضية ليست من اختصاصه بل من اختصاص وواجب الحكومة لتضيع القضايا الكبيرة المهملة ايضا مثل التحرير والأمن تاركين تعز وحدها معتمدة على اشعة الشمس وضؤ القمر وارادة الناس وجلدهم.
اذا اردتم عودة الدولة فميلادها وانطلاقها هنا بتعز حيث تتلاشى المجموعات الخارجة عن القانون وتذوب بفعل حرارة المجتمع وحضور قيم الدولة وثقافة المواطنة والقانون ..........متفائلون.
نقلا عن حاط الكاتب من "الفيسبوك"