الذي أعرفه أننا وقعنا في فخ ليس من السهل الآن النجاة، الجميع يدرك ذلك، ويتماهون معه بطريقة معتادة.
مثلا الرئيس وحكومته في المنفى وهذا الفخ الأكبر لنا نحن البقية الذين يقاسون رفاهية المنفى هنا في الداخل المحروم من كل شيء بدون استثناء، الراتب الذي لا يأتي إلا كل ستة أشهر وأكثر، هذا إذا ما قرر النافذين في تمرير صفقة معينة كانت مادية أو معنوية، تقع خلفها تصفية حسابات وخصومة.
ستنتهي البلد وقد انتهت ونحن لا زلنا نراهن على معجزة سماوية، هي لن تأتي مهما كان.
علينا أن ندرك جيدا خطورة الوضع الذي تمر به البلد، وعلى الرئيس وحكومته العودة إلى البلد ومنح الشعب ثقة مشروعيتهم بتنفيذ خطوات جادة على أرض الواقع، فليكن ليس بالضرورة أن نستعيد العاصمة صنعاء الآن، ليكن المجهود في الحفاظ على ما حررناه، وذلك بتوفير رواتب شهرية واعادة تشغيل الموارد المحلية وتصديرها.
اتحدى وزير النفط يظهر في مؤتمر صحفي يخبرنا بالرقم كم الانتاج اليومي للنفط، خصوصا ومناطق النفط في قبضة السلطة الشرعية.
صدقوني أنه لا يعرف شيئا عن ذلك، ولا حتى رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية، أمر البلد ومقدراتها بيد المتنفذين، وإلا لماذا لا يخرجون لتوضيح معضلة تأخر الرواتب ومصير الثروة النفطية التي تنهب بشكل مهول..
أظنها ستسقط مشروعية هادي وحكومته في حال واستمر الوضع هكذا، تحت مبررات سخيفة " نحن لا زلنا نشحذ من الاشقاء"، مع أن هذا غير منطقي ومعيب في حق شرعية معترف بها دوليا وقبلها محليا.
يجب أن نحسم الأمر نحن كشعب مسحوق، وتلاف ما تبقى من حياتنا.
أمر آخر يحتاج الوقوف عنده، نصف شهر منذ وصول النقود إلى بنك مأرب، واسبوع اضافي بعد توجيه رئيس هيئة الاركان العامة الجديد على شيكات الصرف واسبوع اضافي آخر على تشكيل لجان المراقبة، وخذلك كم اسابيع لبدء عملية الصرف، هذا إذا ما فكررئيس الاركان الجديد بعملية وتقنية مبتكرة للحد من السرقات، في عمل استعراضي للعمل المؤسسي الغبي الذي اصلا لن يتحقق إلا بشكل كلي من رأس الهرم الشرعي إلى الأدنى.
بمقابل هذه الأسابيع الطويلة من التجهيزات والاعدادات يموت الناس جوعا.
ما الفرق إذا بيننا كشرعية من جهة وتحالف الانقلاب من جهة أخرى، كيف للذين في المناطق غير المجررة الايمان بمشروعية هادي التي تمضي بهذا الشكل، ناهيك عن المتواجدين في المناطق المحررة، الذين يعيشون ذات الشعور لدى المتواجدين في مناطق الانقلاب.