كتبت ذات يوم في 25 يناير 2013 احتفاء بذكرى اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
كان مقالا كعادة كتاباتي حالما متفائلا توقفت فيه أمام قيم الحوار والشراكة والسلم التي انتصر لها اليمنيون وتركوا ثقافة العنف والسلاح التي كنا نعتقد بأنها تجذرت في مجتمعنا .
بقدر ما أبهرنا بهذا التحول حينها لكننا في الوقت نفسه ندرك هشاشة هذ التحول وكنا قلقين من استغلال هذه الهشاشة من طرف ما كما نحن مدركين كل الإدراك أن مخرجات الحوار ومواده متقدمة الى الحد الذي يستدعي التضحيات في ارسائها وربما فرضها والى الحد الذي يبرر لطرف ما أن يخوض حربا للتخلص منها وتجاوزها وهو ماحصل بعد ذلك.
هل فات الأوان .
من حظر مؤتمر الحوار الوطني وعاش لحظاته والمقاربات التي حصلت وحتى الصدامات يدرك قيمة ماتوافق عليه المتحاورون لتكون مشروع دستور لبلد مثل اليمن بكل تنوعاته وفسيفسائه وكذلك من اطلع بعناية على المخرجات بعد ذلك.
من حظر الجلسة الصباحية التي كان من المفترض أن يختتم فيها المؤتمر في موفنمبيك وهو الصباح نفسه الذي فقدنا فيه واحدا من أهم رجالات مؤتمر الحوار وفرسانه الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين وهو في طريقه لحظور الجلسة والتي كانت من أهم الرسائل التي تلقيناها وقدكانت واضحة الى الحد الذي صار واضحا حينها ماينتظر مخرجاتنا من عقبات.
كانت كلمات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في الجلسة نفسها وعقب استشهاد الدكتور شرف الدين واضحة وجلجلة ومختصرة.
(لاتتركوا قوى الشر تنتصر)كان منفعلا وشجاعا الى الحد الذي شحن فيه الحاضرين بتلك القوة والاقدام.
كان الوصف حينها عاما ومعياريا يشمل كل من يريد أن يقوم بدور هذه القوة ويتقمص هذ الدور.
لم تتأخر تلك القوى عن القيام بدورها وبرزت بعدها جلية ممسكة بمعاول الهدم ممعنة في نسف كل القيم المتفق عليها لتجهز على كل جذور تلك القيم واخرها الجمهورية.
لاتتركوا قيم الشر تنتصر قالها الرجل ذات صباح وثبت ولم ينحن رغم ما مر به من محطات صعبة وحرجة ورغم هستيرية ورعونة تلك القوى وتعطشها للدم والخراب ، لكن هناك من تركها تفعل وتحالف معها فهاهو اليوم يعض أصابع والندم وهو يعيش خزيا وهزيمة بينما قيم الخير التي توافق عليها اليمنيون بعقولهم وأقلامهم تتعمد اليوم بدمائهم في الجبهات وهم يرفعون راية الجمهورية والقيم الانسانية والسلم والحوار والمساواة.
لم يفت الأوان على مخرجات الحوار وتبقى أهم وثيقة سطرها اليمنيون ومرجعية مهمة وستدرك الأجيال القادمة قيمتها ومعناها.
ثمة ما يمكن أن يقال ذات يوم عنها...