كثيرا ما أفكر بما بعد هذه الحرب كيف سيكون الوضع؟
يقال أن الأسطورة البشرية تتجسد دائما في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تظهر دائما عبقرية الإنسان، والمجتمعات في هذه اللحظة العصيبة المؤلمة في تاريخ كل فئات البشر.
دائما ما كانت الدول ذات التاريخ العريق "أحسبنا احدى هذه الدول"، تحاول بشكل مجتمعي، استعادة أمجاد تاريخها بشكل سريع، بعد أن تعرضت لأزمات عنيفة، حيث ترى وتفند سبب هذه الحرب وتتخلص منه وإلى الأبد.
ليس أولها أو آخرها ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، او حتى تركيا بكل تراثها العثماني، أو اليابان بحضارتها الذاتية، أو الصين والهند، وغيرها من الدول العريقة.
وأعتقد ان السبب لدينا في اليمن واضح وجلي ويعاني منه اليمنيين منذ الف عام.
يظن اليمنيين إنهم يتعاملون مع هذه الظروف المأساوية باعتبارها احداث غير مسبوقة في البشرية، أو إنها مشكلة خاصة بنا وحدنا.
ونعتقد ان العالم كله يعيش بمنتهى الترفيه والاستقلال والحرية من فراغ، وإنهم لم يشهدوا أحداثاً مأساوية كما نشهدها اليوم.
الأكيد هو أن كل دول العالم حولنا أصيبت بالآلام والأوجاع والمجازر والدمار، ربما أكثر بكثير مما أصاب بلدنا عموماً، لكنهم تجاوزوا هذه المحنة، وحولوها إلى منحة، فكلما ازداد الألم، زاد الأمل لتحقيق نهضة ورفاهية تدوم أطول.
هذه هي الخلاصة التي يمكننا اعتبارها كقانون حقيقي أثبتته مئات التجارب البشرية على مدار التاريخ.