العواصف التي تعبث باليمن لا يمكنها أن تتحكم به طويلاً إنها تبعثره.. تنهكه.. تؤخره، نعم، لكنها لا تستطيع أن تمحيه لا من الجغرافيا ولا من التاريخ ولا من القلوب التي تعشقه وتحمله معها أينما حلت.
هؤلاء هم اليمنيون تذوب قلوبهم توقاً إلى يمن سعيد كما كان وتورق أحلامهم كل صباح كأشجار البن اليانعة.
إنهم يخرجون إلى الشوارع يجددون العهد.. ابتساماتهم المملوءة بالحيرة عالقة على شفاههم، لكنهم يطلقون الضحكة ويزرعون الأمل.
وهذه الجمهورية الصامدة أمام شتى أشكال المؤامرات منذ الستينيات وحتى اليوم.. تزداد صلابة ورسوخاً، فدماء الأحرار لا تبتلعها الأرض بل تظل خارطة للملاذ نتتبعها كلما ضللنا وتفرقت بنا السبل..
فمن يستطيع أن يحني هذه القامة.. ومن بمقدوره أن يحيلها إلى رماد وهذه العنقاء تخرج من النار أكثر قوة وشباباً..
بلادي اليمن لن تتوه مرة أخرى إنها تتخلق في النار لتثب مرة أخرى.. قفوا لهذا القادم الجميل..
إنه اليمن بلاد الحضارة والفن والبناء واﻹنسانية.. على العالم أن يلوذ بقلوبنا كلما حاصرته اﻷوجاع وضربته الفتن.
إنه صوت الحكمة ومنبع اللين والرقة.. استحالة أن تخذلنا كل هذه الصفات.. استحالة أن نخذل كل المؤمنين بمهد الحضارة..
علينا كيمنيين أن نتحمل مسؤولياتنا وأن ننفذ من كل هذا العبث.
علينا أن نستعين بحكمتنا لا بجنون أصحاب المصالح وأن نتمسك بحبنا ورقة قلوبنا لا بالكراهية التي تكتسح العالم وقسوته..
علينا أن ننفذ من هذا الدمار بأيدنا التي عرفت كيف تبني قبل أن تتعلم كيف تقتل.. وعلى العالم أن يعرف من هم اليمنيون الذين عمروا الدنيا ونشروا الحضارة والمحبة والسلام..
كل ذلك لن يكون إلا بيد كل يمني.. فقد أدركنا جميعاً أن هذا القلب يسعنا جميعاً وبه وله سنلتئم مرة أخرى..