[ صورة لاحد ارياف محافظة ريمة ]
لرمضان نكهة أخرى يشعر بها كل المسلمين، بل وكل أفراد المجتمع في الدول ذات الغالبية المسلمة، وتختلف مظاهر استقبال شهر رمضان الكريم من بلد لأخر، فهو شهر العبادة والرحمة، وشهر القرآن، وفي اليمن يرتبط رمضان ارتباطا عميقا مع أصالة هذا البلد، وعمقها الحضاري، إذ نجد لكل منطقة عاداتها وتقاليدها الخاصة في شهر رمضان ،على الرغم من أنها متقاربه، ولا تختلف كثيرا إلا فيما ندر.
ونظراً لذلك التقارب وكثرة الممارسات الدخيلة، والتي جعلت الناس تفقد بعض الموروثات والتقاليد، منها كثرة متابعة برامج رمضان التي تبث على الفضائيات، نسرد هنا بعض المشاهد في صفحات الماضي لمعرفه أهم مظاهر الشهر الكريم قديما وأبرز عادات وتقاليد الصيام في تلك الفترة، بالنسبة لمحافظة ريمة التي تمتاز بريفيتها النقية.
خصوصيه حضارية وسلوكيه
اكتسى شهر رمضان في محافظة ريمة قديماً خصوصية حضارية وسلوكية ، جسدتها منظومة متكاملة من العادات والتقاليد، التي عكست تقديس المحافظة لهذا الشهر وجندتهم لتأثيثه بممارسات ذات طابع تعبدي وسلوكي واجتماعي.
وكانت المحافظة تزخر بظواهر وطقوس خاصة ، تميزها عن غيرها من المدن.
وقبل حلول الشهر الفضيل كان أهل المدينة يبدئون بالاستعداد لأجواء الصيام ، إذ تتعزز لديهم مظاهر التدين في رمضان وتزدحم المساجد بزوارها، وتزدهر مشاريع الخير، والإنفاق على الفئات المحتاجة، والإسراع الى صلة الرحم، ليصبح الشهر الكريم وسيلة لممارسة العبادة او الشعائر من جهة والتمتع بمظاهر الشهر من جهة أخرى.
تحري هلال رمضان قديما في ريمه
كان الناس يبدئون بمراقبة الهلال في الشرق، فيقال إن طلع البدر مع الفجر فيوم رابع من الشهر، بمعنى انه يتبقى لحلول الشهر أربعة أيام، وقبل حلول الشهر الكريم بيوم يبدا الناس بمراقبة الهلال وتوليده، كما كان يطلق الناس على هذه العملية وتتم عن طريق إحضار إناء من الماء بعد الظهر، ووضع نصفة في الظل والنصف الآخر في الشمس، وينظر إلى الاناء، فإن ظهر الهلال بعد غروب الشمس، فهذا يعني ان اليوم التالي هو او يوم من أيام الشهر الكريم، وان تمت رؤية الهلال قبل غروب الشمس فمعنى ذلك ان اليوم التالي سيكون المتمم لشهر شعبان.
وكان يتم إعلام الناس بحلول الشهر بواسطة دق المرافع وبالتالي يبدا الناس بالاستعداد للصيام.
مائدة الإفطار
وبالنسبة لمائدة الإفطار فكانت تضم قديما التمر والشفوت ولم تكن توجد الشوربة او أي نوع من أنواع المقليات فيكتفي الناس بتلك الوجبة إضافة الى وجبة أخرى تسمى "بناون " يتم صنعها من المنزلة او الرومي أو الغرب، بالإضافة إلى أن الحلبة لم تكن تطبخ إلا في شهر رمضان.
تهاليل مميزة
وبعد الإفطار يتوجه الناس لإداء صلاة التراويح في المسجد ،وبعد خروجهم المسجد يتوزعون إلى صفوف ويتجهون بتهليله مميزة للبيت الذي سيجتمعون فيه للسمر، ويستمروا بالتهليل الا ان يصلوا لمنزل عاقل القرية أو شيخ القرية، وكان من ضمن التهاليل التي كان ينشدها الناس:
لا الة الا الله .....لا اله إلا الله
تعاليت يا ذا الملك ...والعز والبقاء
فلا لك أنداد..... ولا لك أشباه
وكان الناس يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور، والسحور له وجبه خاصه تسمى الجحينة عبارة عن عجينه تصنع من الذرة الشامية وتوضع في المقاد.
و كان الناس يتخذون من شهر رمضان شهرا لتبادل الزيارات الأسرية، وعيادة المرضى، ومواساة المحتاجين والتعبد في المساجد وقراءة القران.
وللأسف فقد استبدل الناس حاليا طقوس الليالي الرمضانية التي كانت تقام مع مناسبة حلول شهر رمضان بطقوس مطالعة شاشات التلفزيون والفضائيات، إضافة إلى مناقشة الأوضاع السياسية الأمر الذي أفقد المحافظة خصوصية تميزت بها منذ سنوات طوال.