[ الطويل: السعودية دخلت الحرب في اليمن لدوافع أمنية محضة ]
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور ناصر الطويل، إن إطالة أمد الحرب في اليمن واحجام المملكة العربية السعودية أتاح للإماراتيين أن يطلبوا تصوراتهم وسعوا لتحقيق أجندتهم في جنوب اليمن والسواحل والموانئ والجزر.
وأضاف الطويل -في حوار له مع "الموقع بوست"- أن "السعودية دخلت الحرب في اليمن لدوافع أمنية محضة، وصانع القرار السعودي ينظر إلى أن المخاطر تأتي من طهران وليس من صنعاء، والخطورة القادمة من صنعاء تأتي من ارتباط بين صنعاء وطهران".
وتابع "السعوديون في الفترة الأخيرة تحديدا كانوا أكثر وضوحا وربما رغبوا في إبقاء الحالة اليمنية والحرب في اليمن في حالة استمرار ولم يحسموها عسكريا ولا سياسيا بهدف توقفها مع إيران".
ولفت إلى أن السعودية حاولت أن تتجنب تحمل التكلفة العسكرية والسياسية والإنسانية للصراع أو التدخل العسكري في اليمن منفردة، ولذلك اتجهت إلى تشكيل تحالف تحقق من خلاله أهدافها المتصلة بالأمن القومي السعودي.
وأردف أستاذ العلوم السياسية أن "السعودية التي حاولت أن لا تتورط بجيوشها أو بقواتها المسلحة في كثير من المناطق باستثناء المناطق القريبة من حدودها الجنوبية أتاح للإمارات مساحة كبيرة لتحقق أهدافها في إطار انشغال السعودية، وأن الأخيرة سعت إلى بناء أطراف وقوى موالية لها داخل اليمن لتحقيق أهدافها على حساب السعودية"، مؤكدا أن طول الحرب والتناقض بالدوافع وإحجام السعودية في بعض الجوانب ترك للإمارات لعب هذا الدور.
وقال إن الإمارات استغلت الدعوات الانفصالية لتعزيز صراعها مع شرعية الرئيس هادي ومولت تيار عيدروس الزبيدي بالمال والسلاح ومكنته من إدارة المحافظات الجنوبية لشل الشرعية وتحجيم قوتها وقدراتها.
واستدرك الطويل "السعودية حاولت إصلاح الوضع في جنوب اليمن، في إطار ما يسمى اتفاق الرياض، لكن النفوذ الإماراتي كان قد تعزز على الأرض وتمكن حلفاء الإمارات إداريا وعسكريا وسياسيا في المحافظات الجنوبية بشكل أكبر والسلطة الشرعية تراجع دورها بسبب الإمارات وبتواطؤ من السعودية".
واستطرد أن "تراجع السعودية في ايجاد تسوية خاصة في المحافظات الجنوبية ربما أجلتها الرياض إلى أن يتم تسوية شاملة يكون الحوثيون وأطراف أخرى طرفا فيها، وستناقش فيها مكانة ووضع ومستقبل المحافظات الجنوبية".
وعن مرحلة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أشار الطويل إلى أنه من أكثر الرؤساء الذين صادف وجودهم أو تواجدوا في مرحلة شديدة الصعوبة حيث البلاد منقسمة عسكريا وسياسيا وفكريا وأكثر من ذلك مناطقيا مع بداية صعوده للحكم.
وأردف "هناك سمات خاصة بالرئيس هادي ساهمت في جعل الأوضاع شديدة الصعوبة، منها عدم امتلاكه لقدرات قيادية كبيرة بمقارنة الظروف التي وصل إليها الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالظروف التي وصل إليها عبد ربه منصور وتكاد تكون متقاربة"، حد قوله.
وقال إن "ظهور التناقضات في التحالف وفي إطار الأطراف السياسية التي تعمل تحت مظلة الرئيس هادي ساهم بشكل كبير في وضع الكثير من القيود على أداء الرئيس تجاه سلوكه السياسي وأصبح دوره محدودا وأداؤه شديد الضعف".
يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن "كثيرا من المتابعين يرون أن هادي يظل واحدا من الأطراف الذين لا يريدون للحرب الانتهاء، لأن انتهاء الحرب بتسوية سياسية ربما أو بحسم عسكري سيساهم في إيصال قيادة جديدة للبلاد".
كما أشار إلى أن الأحزاب السياسية في اليمن تعيش مرحلة شديدة الصعوبة نتيجة انزلاق البلاد إلى حرب وصراع، كما أن الأطراف التي تدخلت في العمل العسكري في اليمن وتحديدا الإمارات والسعودية هي ذات بنية فكرية معادية للأحزاب وعملها.
وقال إن "السعودية والإمارات استغلتا الأحزاب السياسية ووظفتاها لتحقيق أهداف تتصل بالجوانب العسكرية والسياسية والإعلامية، وهذا حول الأحزاب إما إلى أدوات تابعة لجماعات مسلحة داخليا أو تابعة للأطراف الإقليمية المتدخلة عسكريا وسياسيا في اليمن".