[ قوات العمالقة التي يصل عدد جنودها إلى 25 ألفا تعد القوة الضاربة في الساحل الغربي لليمن (مواقع التواصل) ]
استبقت الإمارات قرارها المعلن بسحب قواتها من اليمن بإجراءات عسكرية متعددة في الميدان؛ تمثل أبرزها في توحيد مجموعة من القوات والألوية في جسم عسكري واحد يدين لها بالولاء.
وجاءت تلك الخطوة بعد أن ضغطت أبو ظبي على الفصائل العسكرية التي تخوض قتالا ضد الحوثيين في الساحل الغربي لليمن، من أجل الاتحاد في قيادة عسكرية موالية لها؛ كي تكون يدَها الضاربة في الشمال، بعد أن ملأت الجنوب بتشكيلات عسكرية مماثلة.
ومثلت معظم تلك القوات رأس الحربة في الهجوم الذي استهدف مدينة الحديدة منتصف العام الماضي، وهي موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
القوة الضاربة
تتألف القوات المقاتلة ضد الحوثيين في الساحل الغربي من قوات العمالقة، والألوية التهامية، وحراس الجمهورية، بالإضافة إلى قوات من ألوية صغيرة موالية لهادي، والقوات السودانية المشاركة في التحالف السعودي الإماراتي.
جنود قوات العمالقة هم الأكثر قوة في المعارك ضد الحوثيين؛ فالحرب بالنسبة لهم "مقدسة". ووفق مسؤول في تلك القوات فإنها تضم خمسة ألوية، قوامها نحو 25 ألف جندي، بقيادة المشرف العام علي سالم الحسني.
وهذه الألوية هي: اللواء الأول بقيادة العميد رائد الحبهي، والثاني بقيادة العميد حمدي شكري، واللواء الثالث يقوده العميد عبد الرحمن اللحجي، والسابع عمالقة بقيادة العميد علي الكنيني، والزرانيق عمالقة بقيادة العميد سليمان الزرنوقي.
تتلقى هذه القوات تسليحها من الإمارات والسعودية والرئاسة اليمنية على حد سواء، وتؤكد هذه الألوية أن معظم جنودها وقياداتها العسكرية ليس لديهم طموح عسكري أو سياسي، ويقول المسؤول العسكري للجزيرة نت إن "حربنا لإنهاء الحوثيين، تحت راية ولي الأمر الرئيس هادي، وبعدها سنعود إلى أعمالنا ومساجدنا ودروسنا العلمية".
ويضيف "نحن نحتسب الجهاد، لكن الغرب يريد لبلادنا أن تظل في حرب دائمة، ولذا أوقفونا عن التقدم في الحديدة، وإلا كنا قد سيطرنا عليها في الشهر الأول من الهجوم".
وإلى جانب قوات العمالقة، تقاتل قوات اللواء الأول تهامة، وتتشكل من مقاتلين معارضين للحوثيين ومنتمين لمناطق وبلدات الساحل الغربي، ويوالون الحكومة، ويقودها العميد أحمد الكوكباني.
ولا يوجد إحصاء لعدد قوات اللواء، إذ إن المئات من المقاتلين يعدون ضمن المقاومة الشعبية التي تتوزع في مهمة إسناد الأمن والجيش.
إضافة إلى ذلك، يقاتل في الساحل الغربي المئات من جنود قوات اللواء الثالث مشاة بقيادة العميد بسام المحضار، وهي قوات تشكلت من المقاومة الموالية لهادي في عدن، وكان جزء من أفرادها نقلوا إلى الحدود اليمنية السعودية للقتال.
الولاء للإمارات
بعد أن تفككت عرى التحالف بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومقتل الأخير على يد حلفائه أواخر 2017، انسحب قائد حراسته وهو ابن شقيقه العميد طارق، ولجأ إلى الإمارات التي أعادته إلى المشهد العسكري.
ودعمت أبو ظبي بصورة مطلقة إعادة بناء قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، ونصبت معسكراتها في مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر، وبعد أشهر كانت القوات الجديدة -باسمها المستحدث المقاومة الوطنية- تضم نحو 15 ألف مقاتل.
ولا تعترف تلك القوات بالرئيس هادي، وتتلقى الدعم كاملا من الإمارات التي تدين لها بالولاء المطلق. ووفق مصدر عسكري حكومي، فإن تلك القوات كانت معدة لتسلم مدينة وميناء الحديدة من قوات العمالقة، قبل أن يتدخل المجتمع الدولي ويوقف الهجوم.
خلال الأشهر الأخيرة، استغلت تلك القوات انضباطها العسكري في بسط سيطرتها وإدارتها على معظم المناطق الحيوية التي جرى تأمينها، مثل ميناءي المخا والخوخة، دافعة بقوات العمالقة للتمترس في خطوط التماس أمام الحوثيين.
سيطرة كاملة
مارست الإمارات ضغوطا على جميع الفصائل العسكرية للانخراط تحت قيادة عسكرية، وفي البدء كان المقترح أن تكون تحت قيادة العميد طارق صالح، لكن قوات العمالقة واللواء الأول تهامة رفضا الأمر بشكل نهائي.
ووفق مصدر مقرب من قائد اللواء الثاني عمالقة حمدي شكري تحدث للجزيرة نت؛ فإن رفض العمالقة يعود لكون طارق صالح لا يعترف بشرعية هادي، وهددت بالانسحاب إلى عدن، وتفكيك قواتها، في حال إجبارها على ذلك.
ويضيف "بعد مفاوضات تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتشكيل مجلس عسكري يضم جميع قيادات الألوية، برئاسة ضابط إماراتي يُعرف بأبي عمر الإماراتي، ومساعده اللواء هيثم طاهر"، والأخير وزير دفاع سابق غادر إلى الإمارات عقب حرب 1994.
لكن المصدر -الذي فضّل عدم الكشف عن هويته- قال إن هادي فقد قراره على الساحل الغربي بالمجمل.
وحول قبول قوات العمالقة الضغط الإماراتي، أجاب "نحن نتلقى دعما كبيرا منهم، ولا نستطيع الرفض، ففي النهاية لنا عدو مشترك".
ويقول مراقبون إن الإمارات اتخذت تلك الخطوة لتضمن سيطرتها الكاملة -من خلال القوات الموالية لها- على السواحل الغربية لليمن ومضيق باب المندب، بعد أن بدأت انسحابا جزئيا من ميناءي المخا والخوخة.
55 ألف مقاتل
تضم القوة الجديدة -التي توحدت باسم القوات المشتركة- نحو 55 ألف مقاتل، متوزعين على كافة جبهات الساحل الغربي من مضيق باب المندب حتى مدينة الحديدة، حسب ما قاله المتحدث باسم القوات العميد وضاح الدبيش للجزيرة نت.
ويضيف الدبيش أن "مهام تلك القوات تنفيذ العمليات القتالية واللوجستية المرسومة من قيادة التحالف العربي، وستعمل تحت قيادة عسكرية واحدة في مواجهة الحوثيين".
وأشار المسؤول العسكري إلى إن العمالقة تعد القوة الضاربة في القوات المشتركة، نظرًا لخبرتها القتالية الكبيرة التي اكتسبتها منذ بدء الحرب مطلع 2015، وتليها قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح.