في تقرير لمراسل صحيفة “أوبزيرفر” من مدينة هوفر- ألاباما تحت عنوان “لن نتحدث عن هدى: ألاباما ترد على مناشدات مثنى العودة” حاولت خشبو شاه استطلاع مواقف المدينة من هدى التي سافرت إلى سوريا وعاشت في الرقة وتزوجت من مقاتل فيها وتحاول العودة إلى أمريكا بعد انهيار “الخلافة”.
وواجهت الصحافية صمتا من المجتمع. والجواب كان “لا لن أتحدث عن هدى، لن اتحدث”. و”طلب مني والدها عدم التحدث” و”تجنب مناقشة هذا في منبر عام إلا أن عائلتها تريد الحفاظ على خصوصيتها”.
وكانت هدى مثنى قد رتبت رحلتها في عام 2014 وبدأت رحلة تاركة عائلتها في ألاباما إلى تنظيم الدولة في سوريا. وكان هربها محلا للنقاش والأخبار حيث تحدث توفيق مدير المركز الإسلامي في بيرمنجهام في محاضرة للشباب حول الطريقة التي اخترق فيها التطرف المجتمع المسلم المندمج جيدا في الجنوب الأمريكي. وبعد خمسة أعوام وثلاث زيجات وتغريدات عدة طالبت فيها بمهاجمة بلدها الذي ولدت فيه تناشد هدى السلطات وتطلب الغفران والسماح لها بالعودة.
وعبرت هدى التي عثر عليها مراسل صحيفة “الغارديان” في مخيم للاجئين عن “ندمها العميق” لتركها عائلتها في ألاباما والانضمام إلى تنظيم الدولة. وقالت: “تعرضت لغسيل دماغ” وقالت إن حسابها على التويتر الممنوع الآن قد أخذه أخرون. وكان رد وزير الخارجية مايك بومبيو على مناشداتها بيانا قال فيه إن هدى ليست مواطنة أمريكية و”لن يسمح لها بدخول الولايات المتحدة” وعبر ترامب عن نفس الكلام.
إلا أن والد الفتاة أحمد علي مثنى كان الشخص الوحيد من عائلتها الذي تحدث وعلانية عن ابنته. وقدم دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية حيث ادعى عليها قائلا أن ابنته مولودة في نيوجرسي. وقام محامي العائلة حسن شلبي بوضع شهادة ميلادها على وسائل التواصل الإجتماعي.
ولكن هناك صمت واضح عن حالتها في مدينتها هوفر حيث رفض والدها التحدث للصحيفة قائلا “أرجو أن تتفهمي وضعي”. وحاول توفيق التواصل مع عدة نساء للحديث عن أثر هروب ومشاركة هدى في تنظيم الدولة ولم تستجب إلا واحدة قررت في النهاية عدم الحديث.
وعندما اتصل توفيق بأخرى وترك رسالة على الهاتف خابره والد الفتاة غاضبا. وعلق توفيق “لا أمزح لن يتحدثوا معك”.
وبنفس السياق رفضت عدة منظمات إسلامية ومنها رابطة الطلبة المسلمين في جامعة ألاباما، بيرمنجهام وفرع مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) الحديث مع الصحيفة.
وقال توفيق معلقا على تغريدة ترامب “هذا ليس عدلا” مع أن الرئيس بقي صامتا على اعتقال كريستوفر هانسون من حرس الحدود والذي تبنى اراء التفوق العرقي وخطط للهجوم على ليبراليين معروفين. وقال “هذا جنون ولن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
وبعد بيان بومبيو كتب جون ليدا من مجلس بلدية هوفر تغريدة جاء فيها “هذا كلام صحيح، فليس مرحبا بها في هوفر حسب رأيي”.
وفي رسالة ألكترونية إلى الصحيفة من المجلس أكد فيها أن “عضو المجلس جون ليدا يتحدث عن نفسه في هذا الموضوع”. وفي مقابلة معه في مكتبه ببرمنجهام بدا ليدا أكثر تسامحا حيث قال إنه ومنذ أن تركت هدى جامعة ألاباما بيرمنغهام عام 2013 وهو يتابع قصتها. وقال يجب السماح لها ولابنها بالعودة إن كانت بالفعل مواطنة أمريكية.
وقال “في ذلك الوقت فاجأت قصتها مدينة هوفر وسكانها” “لأننا لم نتعود على رؤية شخص في مدينتا تحول إلى التشدد”. وقال إن الإهتمام بالقصة عاد بعدما طلبت هدى السماح لها بالعودة مضيفا أن “أفكار هدى لا تعكس وبأي طريقة المجتمع الذي ولدت فيه” وأن تعليقاتها لا تعكس كونها مسلمة.
وشخص بهذه السمعة لن يستطيع الإبتعاد عن الأضواء وأن معظم من تحدث معهم عبر عن مواقف متشددة من عودتها. وكتب جورج وينسلوا الذي قتل ابنه في العراق على صفحته في “فيسبوك” ردا على تغريدة ليدا “اراد الكابتن ريان وينسلوا العودة إلى هوفر أيضا، ولكن شكرا للإرهابيين مثل هذه الخائنة التي قررت الإنضمام إليهم فلم يعد دعوها تتعفن في سوريا أو أي مكان تنتهي بها دعوها تتعفن في الجحيم” وقال مواطن آخر “أغفر في العادة ولكن الإرهاب هو بمثابة الجسر الذي تحرقه بدون عودة”.
ونقلت الصحيفة عن براد كولترين الذي درس 20 عاما في المدرسة الثانوية ولكنه لم يدرس هدى، وشاهد تعليقات جون ليدا المليئة بالكراهية والتي دعا في واحدة منها لإعدامها.
وعندما التقاه في مركز اللياقة ذكره بأنهما والدان لاطفال صغار. و”أشرت إلى أن والديها لا يزالان على قيد الحياة” سيشعران بالرعب من هذا، رغم أن لا علاقة لهما بما فعلت.
وقال “مهما فعلت ابنتي فإنني سأعمل ما باستطاعتي لإعادتها حتى لو انضمت لما نعتقد أنها منظمة رهيبة وأنا متعاطف مع والديها”.
وقال كولتيرن إنه مع عودة هدى إلى أمريكا وسجنها إن كانت تهديدا ولو خرقت القانون بدلا من تركها وحيدة في العالم ولا نعرف أين ذهبت. ومثل ليدا أكد أنه لا يقوم بشجب المسلمين في هوفر “أكره ما يفعله هذا لمجتمعنا المسلم وأكره اعتقاد الناس أن هذا جزء منهم” بل “فعل شاذ”.
وعلق محامي العائلة شبلي قائلا إن قصة هدى تتعلق بحقها في المحاكمة العادلة كمواطنة أمريكية. وأضاف “هذا ليس عنها أو كونها ارتكبت فعلا إرهابيا ولكن عن سلطة الرئيس اعتبار شخص غير مواطن.
وأصبحت هدى بالضرورة مدافعة عن حدود سلطة الرئيس وحماية الدستور والتي لا أعتقد أنها كانت واعية بها عندما انضمت إلى داعش”. وهو متعاطف مع والدي هدي الذي ساعدهما ومثلهما منذ اكتشاف سفرها إلى سوريا “إنهما متعبان ولم يعد لديهما طاقة ويريدان عودة ابنتهما سالمة وعبر النظام القانوني” و”لم يخططا لأي شيء من هذا وأرادا ابنتهما التخرج من الجامعة وكانت قد تخرجت وبحثت عن عمل ولاحقت الحلم الأمريكي”.